نتائج تلوث البيئة

أ- تلوث التربة الناتج عن تطور الممارسات الفلاحية
إن الزراعة الكثيفة التي تمارس في العديد من البلدان تتطلب استعمال الكثير من المواد الاصطناعية التي تضاف إلى التربة للرفع من مستوى الإنتاج. ويتعلق الأمر بالأسمدة الكيماوية والمبيدات التي تتراكم في التربة وتشكل على المدى الطويل خطرا على خاصيتها كوسط حي. لكن الفلاحة لا تقتصر فقط على مجال الزراعة بل أنها تهتم كذلك بتربية المواشي بشكل مكثف الشيء الذي يؤدي إلى إنتاج كميات هائلة من الفضلات الحيوانية التي تتراكم هي الأخرى في التربة مخلفة فيها مواد سامة بعد تخمرها في غياب الأوكسجين.

ب- الأسمدة الكيماوية
إن المبرر الذي دفع الإنسان إلى استعمال الأسمدة راجع إلى كون المحاصيل تأخذ من التربة كميات لا يستهان بها من العناصر المغذية والتي يجب تعويضها بإضافة أملاح معدنية كالفوسفاط والنترات والبوتاسيوم، الخ...
من بين الأسمدة التي تستعمل بكثرة، هناك نترات الأمونيوم، نترات الكالسيوم وكبريتات الأمونيوم والفوسفاط الممتاز وكلورور البوتاسيوم إلى غير ذلك من الأملاح المعدنية. والملاحظ أن استعمال الأسمدة الكيماوية عرف ارتفاعا هائلا مضاعفا ستة مرات ما بين 1945 و 1965.

غير أن خطر الاستعمال لا يكمن في الأسمدة نفسها ولكن في كونها تحتوي على كميات جد ضئيلة من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والكوبالت، الخ... التي تتراكم في الطبقات العليا للتربة وخصوصا في الطبقة التي تمارس عليها الأشغال الفلاحية وتنمو فيها جذور النباتات. ومن بين هذه المعادن الثقيلة التي تشكل خطرا على التربة، هناك الرصاص والزرنيخ اللذان يمكثان مدة طويلة قد تصل إلى عشرات السنين حيث منها تنتقل إلى النباتات ثم إلى الحيوانات بما فيها الإنسان عبر السلسلات الغذائية. كما يمكن أ، تتسرب إلى المياه الجوفية وعن طريق الأمطار أي المياه السطحية.

ج- تلوث التربة الناتج عن تطور الصناعة والنمو الديموغرافي
إن التقدم الذي عرفته الصناعة أدى إلى ظهور مجتمعات استهلاكية أصبحت تفرز أنواعا مختلفة من النفايات يصعب أحيانا التخلص منها مما يؤدي إلى تراكمها فوق التربة لتصبح مع مرور الوقت من عوامل تلويثها. كما أن النمو الديمغرافي يساهم في تفاقم هذه المشكلة عن طريق تزايد وتراكم النفايات المنزلية التي تحتوي على مواد صلبة يتطلب تفكيكها وتحللها الطبيعي وقتا طويلا.

د- مبيدات الآفات Pesticides
كان لاستخدام المبيدات في مكافحة الناموس والملاريا فضلا كبيرا في انقاد حياة الكثير من الناس. وفي أعقاب الحرب،
استخدمت مبيدات الآفات على نطاق واسع في إحداث ثورة زراعية وقد حققت منافع جديدة داخل المجتمع، كتقليل الأمراض،
ووفرة الغذاء، ورخص الأسعار، وطول صلاحية الغداء، في حين لم تكن التأثيرات البيئية المحتملة معروفة آنذاك.

وتعرف مبيدات الآفات على أنها مواد طبيعية أو صناعية تعد بصفة رئيسية لقتل وطرد ومكافحة الكائنات الحية التي تعتبر آفات.
وتشمل هذه الآفات نباتات وحيوانات وحشرات وكل الكائنات التي تعتبر غير مرغوبة لأسباب اقتصادية أو طبية أو جمالية. وهناك العديد من أنواع المبيدات مثل:
مبيد الحشرات ومبيد الحشائش ومبيد الطيور...

» مركبات كيميائية ومعادن ثقيلة تلوث التربة وتفتك بالإنسان
» أثر التصنيع والتكنولوجيا الحديثة على البيئة
» البيئة ومفهومها وعلاقتها بالإنسان