عليك بتقوى الله إن كنت غافلا يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر و الله رازقا فقد رزق الطير و الحوت في البحر
و من ظن أن الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزود من الدنيا فانك لا تدري إذا جنى الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
و كم من فتى أمسى ضاحكا و أكفانه في الغيب تنسج و هو لا يدري
فمن عاش ألفا أو ألفين فلابد من يوم يسير إلى القبر
دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة و الوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا فان شماتة الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء
نعيب الزمان و العيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
و نهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا لهجانا