الوضوء في الإسلام هو أول مقصد للطهارة وقدمه لأنه مطلوب لكل صلاة وهو من أعم شروط الصلاة وفي الصحيحين لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.
معنى الوضوء
الوضوء بضم الواو اسم للفعل وهو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة وبفتحها اسم للماء الذي يتوضأ به وهو مأخوذ من الوضاءة الحسن والنظافة والضياء من ظلمة الذنوب وسمي بذلك لما يضفي على الاعضاء من وضاءة بغسلها وشرعا استعمال الماء الطهور في الاعضاء الاربعة وهي الوجه واليدين والرأس والرجلين.
[عدل]فرائض الوضوء
فرائض الوضوء سبعة ولا يتم الوضوء صحيحا الا بها وهي:
النية
غسل الوجه
غسل اليدين إلى المرفقين
مسح الرأس كلا أو بعضا
غسل الرجلين إلى الكعبين.
[عدل]سنن الوضوء
التسمية.
غسل الكفين قبل إدخالهما في الإناء.
المضمضة.
الاستنشاق والاستنثار.
مسح الأذنين.
الغسل ثلاث مرات.
الاقتصاد في الماء.
[عدل]نواقض الوضوء
الخارج من السبيلين، وهو وحده المتفق على أنه ينقض الوضوء، ويشمل كل خارج من القبل أو الدبر، من : ريح، أو بول، أو براز، أو مني، أو مذي، أو ودي.
النوم المستغرق.
أكل لحم الإبل، وهذا خلاف الراجح، والصواب أنه لا ينقض.
لمس الفَرْج باليد بشهوة، سواءً كان فَرْجه هو أو فَرْج غيره، لقوله : (من مسَّ فرجه فليتوضاً)
الاغماء و الشك في نقص الوضوء و الجنون
[عدل]الوضوء في القرآن والسنة
[عدل]في القرآن
ورد في سورة المائدة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6)﴾
[عدل]في السنة
روي عن أبي هريرة في الجامع الصحيح :
لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.[1]
روي في الطهارة[2] عن بعض صحابة النبي :
أن رسول الله رأى رجلا يصلي في ظهر قدمه لمعه كقدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء والصلاة.
روي عن علي بن أبي طالب في الجامع الصحيح :
عن علي قال : كنت رجلا مذاء، فأمرت المقداد أن يسأل النبي فسأله، فقال : فيه الوضوء.[3]
[عدل]كيفيية الوضوء
فإن كيفية الوضوء هي : أن تغسل يديك ثلاثا، وتتمضمض وتستنشق ثلاثا، والمضمضة: جعل الماء في الفم ومجه وطرحه. والاستنشاق : جذب الماء بالهواء إلى داخل الأنف. ثم تغسل وجهك ثلاثا. ثم تغسل يديك إلى المرفقين ثلاثا. ثم تمسح رأسك تقبل بيديك وتدبر، وتمسح الأذنين، ثم تمسح رجليك إلى الكعبين ثلاثا، هذا هو الأكمل وقد ثبت ذلك عن النبي في أحاديث في البخاري ومسلم رواها عنه عثمان وعبد الله بن زيد وغيرهما، وقد ثبت أيضا عنه في البخاري وغيره أنه توضأ مرة مرة، وأنه توضأ مرتين مرتين بمعنى أنه يغسل كل عضو من أعضاء الوضوء مرة، أو مرتين.
[عدل]الاستنشاق
الاستنشاق جزء من الوضوء فيه من الفوائد الكثير فقد روي عن الرسول أنه قال : "بالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائماً “ وحديث لقيط قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال “أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق ما لم تكن صائماً “[4].
الاستنشاق لغة :جعل الماء في الأنف والمبالغة:إيصال الماء إلى البلعوم عن طريق الأنف.
[عدل]من فوائد الاستنشاق
1-إبقاء المنخرين مفتحتان وهما الطريق الطبيعي للتنفس وعليه: فان الهواء الداخل إلى الرئتين يكون خالياً من الغبار والأوساخ -رطباً غير جاف - ذو حرارته معتدلة وهذه النقاط الثلاثة مهمة، لأنه لو أخذ الهواء عن طريق الفم الطريق غير الطبيعي فيمكن أن يكون محملاً بالغبار وجافاً أو حرارته مرتفعة أو منخفضة بصورة كبيرة وهذه كلها تؤثر سلباً على جهاز التنفس وقد تؤدي إلى الالتهابات الحادة مثل التهاب اللوزتين والبلعوم أو التهاب القصبات الهوائية.
2-دخول الماء عن طريق الأنف له تأثيراً على فتحات الجيوب الأنفية فيساعد على بقاءها مفتحة مما يمنع تراكم الإفرازات فيها ومن ثم يمنع التهابها الحاد والمزمن الذي يسبب الألم والصداع والذي يصيب الكثيرين.
3-عند الإصابة بالالتهابات الحادة مثل التهاب اللوزتين والتهاب البلعوم والزكام الحاد فان الاستنشاق يساعد في العلاج ويسرع في الشفاء، حيث أن الزكام ينتهي في خلال يوم أو أكثر قليلاً ولا يصاحبه المضاعفات المعروفة مثل التهاب القصبات أو التهاب الجيوب. وثبت أن له فعالية كبيرة حتى في منع الالتهابات المزمنة مثل التهاب اللوزتين المزمن والتهابات الجيوب المزمنة.
4- عند الاستمرار في الاستنشاق كما في الحالة اليومية للمصلي الذي يتوضأ كل يوم عدة مرات فان ذلك يرفع المناعة ضد الإصابة يالامراض ومن أهمها الزكام الذي له خطورة وخاصةً على كبار السن.
5- الاستنشاق أيضاً يقلل من الإصابة ب حساسية الغشاء المخاطي للأنف مما يقلل من الإصابة بأمراض الحساسية في الأنف.
إن النقاط المذكورة أعلاه مهمة فهي تقلل الالتهابات الحادة في القسم العلوي من جهاز التنفس وكذلك التهابات الجيوب الأنفية وتقلل الإصابات بالبرد والزكام وهذه الأمور مهمة جداً ويحصل الإنسان عليها من عمل بسيط هو الاستنشاق في الوضوء وهذه نعمة كبيرة وفضل عظيم من الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[عدل]الطريقة الصحيحة للاستنشاق
يوخذ الماء براحة اليد عند الوضوء ويسحب عن طريق الفتحة الأمامية للأنف بقوة بمساعدة هواء الشهيق حتى يصل الماء إلى البلعوم عندها يستنثر الماء إلى الخارج بقوة هواء الزفير، ويعيد العملية مرتان أو أكثر حسب الحاجة حتى يتأكد من انفتاح تلك الجهة من المسار الهوائي من الفتحة الأمامية للأنف إلى البلعوم ثم يعيد العملية في الجهة الثانية من الأنف استنشاقا واستنفارا. ولا شك أنه في البداية يصاحب العملية ألم شديد في الرأس ومنطقة الجيوب الأنفية وتدمع العينان وتحمر أحياناً لكن هذا يخف تدريجياً مع الاستمرار في الاستنشاق حتى يصبح غير مؤلم تماماً في مدة حوالي أسبوع ولكن هذه قد تطول خاصة لمن كان مصاباً بالتهاب مزمن في الجيوب الأنفية.
[عدل]