بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعــوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ...
أما بـــــــــعد:
القواعد الأساسية لحفظ القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- الإخلاص سر التوفيق والفتح من الله تعالى : إخلاص النية ، والصدق في التوجه إلى الله تعالى ، والقصد الحسن ، والحفظ لأجل الله وابتغاء مرضاته ، وذلك هو سر التوفيق في مسيرتك العلمية .
قال علي بن المديني : (لما ودعت سفيان ، قال : أما إنك ستُبتلى بهذا الأمر ، وإنَّ الناس سيحتاجون إليك فاتقِّ الله ، ولْتحسُن نيتُك فيه) .
2- الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر : إنَّ ذهن الصغير أصفى من ذهن الكبير لقلة المشاكل والمشاغل ، ولذلك فإنَّ اغتنام فرصة العمر في الحفظ صغيراً يعتبر عاملاً مهماً في ثبات القرآن منقوشاً في الذهن ، ولكن الكبير لا يترك الحفظ ، والأجر على قدر المشقة.
3- اختيار الوقت المناسب : لا ينبغي للإنسان أنْ يحفظ في وقت الضيق والضجر ، إنما عليه أن يتحيَّن الوقت الذي يكون الجو فيه هادئاً ، والنفس مرتاحة .
قال الخطيب البغدادي : اعلم أنَّ للحفظ ساعات ، ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها ، فأجود الأوقات الأسحار.
4- تصحيح القراءة مُقدَّمٌ على الحفظ : قبل البدء بحفظ أي سورة ، عليك أنْ تصحح قراءتك ، ويشمل تصحيح الحركات ونطق الكلمات ، فمن حفظها خطأً يصعب تعديلها فيما لو نُبِه عليها فيما بعد .
5- عملية الربط تؤدي إلى حفظ مترابط : وهي عملية ربط صوتي وبصري ، بين أواخر الآيات وأوائلها ، وربط أوائل الصفحات بأواخرها ، وكذلك أوائل الأرباع بأواخرها ، وهكذا .
6- التكرار يحمي الحفظ الجديد من التفلت والفرار : وذلك بأن تمرَّ على ما حفظته في النهار على ذاكرتك قبل النوم فإنه يُثبت صورة المحفوظ ، ومواضع الآيات ، والهيكل العام لما حفظته .
7- الحفظ اليومي المنظم خير من الحفظ المتقطع : خصص قدراً من وقتك لا تنقض عنه ، فإذا واظبت على ذلك أياماً ، وطردت وساوس الشيطان ، ودواعي الكسل ، فإنك ستتروض على عملية الحفظ ، ويصبح الحفظ جزءاً من حياتك اليومية كالطعام والشراب .
8- التركيز على المتشابهات يدفع الالتباس في الحفظ : هذه العقبة يمكن أن ينبهك عليها الشيخ الخبير الذي اخترته أثناء حفظك ، ويذكرك مواضع الآية عند المرور عليها مع شبيهتها في سور أُخر ، وأنت بدورك تقوم بالإعادة والتكرار لتلك المواضع لضبط حفظها وتركيزها .
9- ضرورة الارتباط بالشيخ المعلم : اختر معلماً صحيحَ العقيدة ، وافرَ العلم ، لديه القدرة على إيصال المعلومة ، حافظاً للقرآن الكريم ، متقناً له ،فإنْ لم تجد فلا تحرم نفسك من أخ ناصح .
10- اقتران الحفظ والقراءة بالعمل ولزوم الطاعات وترك المعاصي : إنَّ لزوم الطاعات ينير القلب ، ويبعث على السكينة وبالتالي يؤدي إلى صفاء الذهن واستعداده للحفظ ، بخلاف القلب المظلم بالمعاصي ، فإنَّ الله يعاقب مرتكب المعصية بسلب نعمة العلم والحفظ .
11- المراجعة المنظمة تثبت المحفوظ : لا يمكن أن يُستفاد من المحفوظ إن لم يُراجع ، وإذا لم يراجع الإنسان ما حفظه فإنه بعد مدة من الزمن يحتاج إلى جهد جديد في إعادة الحفظ مرة أخرى .
12- الفهم الشامل يؤدي إلى الحفظ المتكامل : عليك أن تستوعب المشهد الذي تحفظه ، بأن تتصور أهم أحداثه ، وتهتم بتفسير الآيات غاية الاهتمام ، فاجعل بجوارك تفسيراً مختصراً ، تفسير السعدي أو زبدة التفسير .
13- قوة الدافع وصدق الرغبة في حفظ القرآن الكريم : الثواب والأجر ، والارتقاء في درجات الجنة ، والمنافسة ، والفوز برضا الله تعالى .
14- الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء والذكر وطلب العون منه : الالتجاء إلى الله تعالى يهّون عليك كل عسير ، فهو أنجح دواء لمن يريد الحفظ ، ولا تنس أن تطلب مع الحفظ التطبيق والعمل بهذا الكتاب العزيز ، فهذا هو المقصد الأساس من حفظ القرآن الكريم .
15- فضل حفظ القرآن الكريم وحَمَلته : قال الله تعالى : ((بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)) [العنكبوت:49]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
16- وجوب مراجعة القرآن الكريم واستذكاره والتحذير من تركه ونسيانه : لقد جعل الله تعالى من طبيعة البشر النسيان ، ومنه ما يكون من تقصير الإنسان في المراجعة والاستذكار ومنه ما يكون بسبب كثرة الأعمال والشواغل ، وروي عن الضحاك بن مُزاحم أنه قال : (ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه ، لأنَّ الله تعالى يقول : ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)) [الشورى:30] ، وإنَّ نسيان القرآن من أعظم المصائب ) .
17- الاقتصار على طبعة واحدة : هذا السبب يعينك على استذكار مواضع الآيات ، وتسهل عليك مراجعتها.
18- احفظ كل يوم خمس آيات : واجعل الجمعة للمراجعة ، واقرأ كل ما تحفظ في الصلوات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته